Khasawneh_logo

 

لي الفخر أني أردنـي ... وسهـول الحوران موطنـي ...
والخصـــــاونــــة كنيتـي ...

Hani_Khasawnehذكرى علاقة الصداقة الأردنية الروسية

تحميل المقالعودة إلى الصفحة السابقة

الأحد الموافق 25 آب 2013

الدكتور هاني الخصاونة

أيتها الأخوات المحترمات ... أيها الأخوة المحترمون

 

اسمحوا لي أن أستهل كلمتي بالإعراب عن تقديري لجهود السفارة الروسية والمركز الثقافي الروسي وجمعية الصداقة الروسية الأردنية التي جمعتنا في هذه الأمسية لنحتفل بالذكرى الخمسين لإنشاء العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والأردن . وأرجو أن أستأذنكم بتوجيه التحية وقبلها الدعاء إلى الله تعالى أن يمد في عمر معالي الدكتور حازم نسيبة الذي تمت إقامة العلاقات الدبلوماسية إبان إشغاله لمنصب وزير الخارجية الأردني آنذاك .

 

          من الأمور الطبيعية جدا ًفي علاقات الدول تبادل التمثيل الدبلوماسي بينها على مستوى السفارات والقنصليات، ولايوجد بلد مهما صغر أو كبر لا تشرف وزارة خارجيته على عشرات السفارات والقنصليات له في أرجاء العالم . لكن الأمر لم يكن كذلك حينما افتتح الأردن سفارته في موسكو عام 1963 ، فقد كانت موسكو آنذاك عاصمة الإتحاد السوفياتي  الذي أقامت الإمبرياليات الغربية وخاصة الحكومة الأمريكية حوله جداراً حديدياً يحكم المقاطعة التجارية والإقتصادية والعلمية والإعلامية والدبلوماسية عليه ويتلخص في كلمتين هما حالة الحرب الباردة ... وكل الأسلحة والإمكانيات متاحة في هذه الحرب الباردة  للإستعمال ضد الإتحاد السوفياتي والحركة الشيوعية بدون إقحام الجيوش والصدام المباشر معها أوإعلان الحرب نتيجة المانع النووي المتكافئ بين الطرفين .  ولذلك كان إقدام الأردن على تبادل العلاقات الدبولماسية مع موسكو آنذاك إمتداداً لمحاولات بدأت منذ تعريب الجيش الأردني عام 1956 وأعتبر الشعب الأردني وقواه الوطنية إقامة العلاقات إنجازاً وطنياً تم إستجابة لضغط شعبي مشروع وتقديراً لدولة الإتحاد السوفياتي ومواقف تلك الدولة العظمى المنصفة للقضايا العربية وخاصة قضية العدوان الثلاثي على مصر وقضية فلسطين قضية  القضايا العربية كما كان تحدياً للإعتراض الإمبريالي على فتح سفارة أردنية بموسكو.

    

أيها السادة

إن الحديث في العلاقات الأردنية الروسية وإمتداداً لها العلاقات العربية الروسية حديث ذو شجون يطول ويتشعب ويكاد يستعصي على الوقت ،  ولذلك أنتقل إلى ذكرى يوم من أيام ربيع عام 1976 عندما هاتفني رئيس الوزراء آنذاك السيد مضر بدران ليبلغني برغبة جلالة الملك الحسين الشخصية رحمه الله بنقلي من بخارست إلى الشمال وعندما إستفسرت عن هذا الشمال فأجابني بأنها موسكو...... وهكذا كان فقد إلتحقت بعملي هناك وقضيت في تلك العاصمة الرائعة وبين شعوبها الصديقة وخاصة الشعب الروسي العظيم ست سنوات ونصف من أجمل أيام العمر وأصبحت بحكم طول المدة عميداً للسلك السياسي العربي، ويشرفني أن أشير إلى أن موسكو تحولت خلال تلك السنوات إلى مركز من مراكز الصداقة الإستراتيجية بين الأردن وروسيا تعززه الزيارات المتعددة والمتكررة من قادة الأردن والمنظمات الأهلية فيه ونمو التعاون الإقتصادي والثقافي والطلابي  والسياحي والعسكري بين البلدين .

 

          كانت القيادة السوفياتية تتولى تثقيف الجماهير الروسية والسوفياتية وتوعيتها على القضايا الدولية، ولذلك لم نكن نحتاج نحن الدبلوماسيين العرب لبذل أي جهد للتعريف بقضية فلسطين وعدالة نضال شعبها العربي الأبي .  فقد كان الإتحاد السوفياتي كله فضاءاً مملوءاً بشواخص المودة والتفهم والحرص على الصداقة مع العرب ومناصرتهم .  وكانت موسكو أيضاً وتجربتها في الصمود بالحرب الكبرى وفي البناء الإشتراكي مدرسة حقيقية وأصيلة في أصول التنمية والنهضة والإنتقال من التخلف إلى التقدم النوعي في كل المجالات .

      

وعندما تغيرت قواعد الحكم في موسكو كنت واثقاً أن الموقف من العرب ومن قضايانا لن يتغير فهو من الثوابت المتغلغلة في وجدان الأمة الروسية وهذا ما تكشف عنه مواقف القيادة الروسية الحالية من دعم

 

للعرب حيال قضية فلسطين،  وحيال حملات التدخل الإمبريالي الفض في شؤون البلدان العربية والموقف الحازم لروسيا في المنظمات الدولية الذي ردع الدول الإمبريالية عن تحقيق أهدافها في السيطرة على الأمم المتحدة وتوجيهها لخدمة المصالح الإمبريالية وبالضد من ميثاقها ومقاصده وأهدافه .

 

قلت أن الحديث عن العلاقات العربية الروسية حديث ذوشجون ومتطاول وأحسن ما أختم به هذه الشجون أن أحيي الشعب الروسي العظيم وأدعو للمحافظة على تراث الصداقة بين الأردن والشعوب العربية من جهة وروسيا من جهة أخرى .

 

          ولقد حفظت من تراث هذه الصداقة كلمات لشاعر روسي  محفورة على الصخر في متحف الصمود بليننغراد تخلد صبر أهالي ليننغراد 900يوماً على الحصار النازي  تقول "انا صخر ليننغراد بكل صلابتي كم أغار من صلابتكم يا أهالي ليننغراد"

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                                               الأحد الموافق 25آب 2013