Khasawneh_logo

 

لي الفخر أني أردنـي ... وسهـول الحوران موطنـي ...
والخصـــــاونــــة كنيتـي ...

Mohammed Saleh Fawaz Khasawnehرسالة محبة وفخر وإعتزاز إلى عمنا الفاضل
دولة القاضي عون شوكت الخصاونة

تحميل الرسالةلإضافة تعليقعودة إلى الصفحة السابقةعن مسيرته الدولية

 

18 شباط 2012

محمد صالح فواز الخصاونة

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية فخر وإعتزاز من أبناء عشيرة الخصاونة نزفها إلى العم الفاضل دولة القاضي عون شوكت الخصاونة، الرجل الصادق والعادل والشريف، ورجل المهام الصعبة في هذه الظروف الصعبة والحاسمة التي تمر بها أمتنا العربية بعامة والأردن بخاصة. ظروف إستشرى فيها الفساد والمحسوبية والسطو على المال العام، وكثرت فيها الأقاويل والإشاعات والإتهامات الجائرة في إطار ما يُعرف بالفوضى الخلّاقة، وعلى نحو أدّى لدى البعض إلى فقدان البوصلة الحقيقية للإصلاح، وعدم التمييز بين الغثّ والسّمين، والجري وراء الشعارات البرّاقة المخادعة، والتي يرفعها في أغلب الحالات أصحاب الأجندات الخاصة وأتباعهم سعياً منهم للدفاع عن الفاسدين والمفسدين الحقيقيين، والذين بدأت يد العدالة تُطالهم، وبدأت قضاياهم وملفاتهم تُقدّم تِباعاً إلى هيئة مكافحة الفساد والمحاكم النظامية الأخرى.

فمنذ أن عهد إليكم جلالة الملك المعظم حَمل أمانة المسؤولية وتشكيل حكومة إصلاحية في الأردن، وقوى الشد العكسي وأصحاب الأقلام المأجورة تُمارس طغيانها مُستهدفين شخصكم الكريم وزملائك من الوزراء وكل الجهات المتعاونة معك؛ إدراكاً منهم لدورك الواضح في توجيه مسيرة الإصلاح نحو مسارها الصحيح والفاعل، ومحاولة فاشلة منهم لتشتيت جهودكم الخيّرة بعيداً عن مسارها، وتعطيلها أو على الأقل إبطائها.

ونحن من جهتنا، كنا طيلة الأشهر الماضية نرقب كل هذه الأحداث والتطورات بألم وأسى وعيون يقظة، ونتعاطف معك ونشعر بمشاعرك وما يُمكن أن يعتمرك من أذى. ولكن رغم الألم ورغم كل شيء، كنا نعزي أنفسنا أنك في موقعك هذا كرئيس لوزراء الأردن، أصبحت شخصية عامة ومُلكاً لكل الأردنيين. ومن حقّهم أن يُقيّموك سلباً أو إيجاباً. والذي أثلج صدورنا ما كنا نرقبه من الأراء والتعليقات الإيجابية الكثيرة نحوك من أخواننا الأردنيين، والتي تدحض على أحسن ما يكون إفتراءات المُفترين، وترد كيدهم إلى نحورهم.

ولعل الأهم من كل ذلك، أننا نعي تماماً مدى ثقل وكثرة الملفات التي بين يديك، ومدى تشعبها وتنوعها من مشاكل سياسية، وإجتماعية، وأخلاقية، وإقتصادية. ولكنك كنت وما تزال عند عهدنا بك، وعلى خُطى الآباء والأجداد، أميناً مخلصاً وعادلاً. فكنا نراقب مسيرتك الشخصية وطريقة تعاملك مع الأحداث والتفاعلات على أرض الواقع، والكيفية التي كنت تُشخص بها المشكلات وتؤطّرها بأسلوب أدبي راقي وصولاً إلى نتائج واضحة ومقنعة، دون إنفعال أو تجاوز على أحد حتى ولو كان مُسيئاً. وفي كل مرة كنا نراك أو نسمعك تتحدث، كنا نزداد إعجاباً بشخصكم وبحكمتكم وبُعد رؤياكم، وعلى نحو يُخفف من ألم نفوسنا.

وتحديداً، كنا نتابعك بإهتمام وإعتزاز وأنت تحدد أولوياتك في ضوء كتاب التكليف السامي لكم، وكتاب الرد عليه، وفي خطاب الثقة أمام مجلس الأمة، وذلك على النحو التالي:

  • العمل على إستعادة الثقة بين الشعب وأركان النظام الممثلة بالسلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية).

  • إجراء وإستكمال الإصلاحات الدستورية والتشريعية، من أجل الوصول إلى تشكيل حكومات نيابية منتخبة.

  • النهوض بالإصلاحات الإدارية والسياسية، ومحاربة الفساد والمفسدين والمحسوبية، والحفاظ على المال العام ووضع الأمور في نصابها الصحيح.

  • النهوض بالإصلاحات الإقتصادية والمالية، من خلال تصويب الأوضاع الإقتصادية، وتشجيع وإستقطاب الإستثمارات العربية والأجنبية بهدف زيادة معدلات النمو الإقتصادي، وتوفير المزيد من فرص العمل، ومحاربة الفقر والبطالة.

وقد زاد من إعجابنا وإعتزازنا بكم، وأنتم تؤطّرون، ومنذ اليوم الأول لتسلم أمانة المسؤولية، للديموقراطية الحقيقية في الأردن وفق نصوص الدستور وأحكامه. فأعيدت الولاية العامة للحكومة، وتم وضع حد لتغوّل السلطة التنفيذية على السلطات الأخرى، ومنع تغوّل الجهات الأمنية على المواطنين. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الحريات العامة وحرية التعبير والتجمعات العامة والتظاهرات السلمية. ونحن نُورد هذه الأمثلة لكي نُبيّن لكل ذي عَيْن وبَصيرة ماذا حققتم خلال الأشهر الثلاثة الماضية من إنجازات ومكاسب لا نظير لها في تاريخ الأردن الحديث.

لقد نهضت بمسؤولياتك الدستورية بكل أمانة وإخلاص، ووضعت تقوى الله نُصب عينيك، فما تناقضت أفعالك، ولا إختلفت أقوالك، وأعطيت ما أمكن كل ذي حقّ حقّه، وآمنت بالحوار العقلاني والمنطقي أسلوباً ومنهجاً، وبتحكيم القضاء العادل طريقاً راسخاً نحو إحقاق للحقّ وإجتثاث للفساد. ونحن إذ نشدّ على يدك وندعمك ونؤازرك، وكلنا ثقة وإطمئنان أنك ستكون أحرص ما يمكن على مصلحة الأردن وطناً وشعباً وقائداً. فَسِرْ أمامنا يا دولة أبوعلي، ونحن من ورائك سائرين يداً بيد مع أخوتنا الأردنيين من أجل رِفْعة الأردن ووَضْعِهِ في المكانة المناسبة التي تليق به، في ظِلِّ قيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.

وبهذه المناسبة، فإننا أيضاً نتوجه إلى أخواننا وأحبائنا الأردنيين من كافة المنابت والأصول بأطيب وأرفع التحيات، فلقد أثبت الأردنيون على مر العصور أنهم أهل عزم وهمة وصبر على الشدائد. وأكدوا دائماً على تمسكهم بوحدة الأردن وإلتفافهم حول القيادة الهاشمية. ومارسوا حقوقهم الدستورية في التعبير عن رأيهم بطرق حضارية وإنسانية، تجلّت عظمتها في إبراز الديموقراطية الحقيقية بأجمل صورها (مع الأخذ بعين الإعتبار بعض الممارسات الفردية الخاطئة التي لا ترقى إلى مستوى الظاهرة ولا علاقة لها بأخلاق الشعب الأردني). وبذلك أثبت الأردنيون أيضاً أنهم واعين لمسؤولياتهم الوطنية ويستحقون كل الإحترام والتقدير. ونحن بدورنا جزء لا يتجزأ منهم، وسنشد على أياديهم ونتعاون معهم على ضبط الأمور وتهدئة النفوس وتغليب المصلحة الوطنية العامة على المصالح الشخصية مقتدين جميعاً بقوله تعالى:

﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:104]

فنحن أبناء عشيرة الخصاونة نتشارك مع الأردنيين في نفس النسيج الوطني، ونستمد قُوتنا ورزقنا من نفس الأم الحانية، ونشعر تماماً بمدى صعوبة وتردي الأوضاع الإقتصادية في السنوات الماضية. كما نُدرك جميعاً أن الظروف والمعطيات الإقتصادية الحالية التي يعاني منها الأردن من عجز في الموازنة وإرتفاع كبير في المديونية؛ إنما هي نتيجة تراكمات سابقة لأخطاء إدارية وسياسية بسبب تفشي الفساد والمحسوبية عبر السنوات الماضية. ومن جهة أخرى، فإنها تُشكل اليوم عائقاً كبيراً أمام محاولات الإصلاح وإحداث التنمية المُستدامة، ورفع مستويات المعيشة لكافة المواطنين والفئات. ولعل مشكلة رفع رواتب المعلمين، إنما هي "جزء من كل" في هذا الإطار. فلا شك أن فئة المعلمين يُشكلون شريحة هامة من شرائح المجتمع المنتجة والمعطاءة، والتي تستحق كل إحترام وتقدير ولا بد من إنصافهم. بل ولا بد من إنصاف كل فئات الموظفين والمجتمع الأخرى من ذوي الدخل المحدود. وبالمقابل، لا بد أن نعي ونُدرك تماما أن اليد قصيرة والعين بصيرة والموارد محدودة، وليس بالإمكان تلبية كل هذه المطالب ضمن المعطيات الحالية. لذلك، فإن الأمر يحتاج إلى وضع دراسة متأنية وعميقة لكافة جوانب المشكلة وصولاً إلى حلول معقولة ومناسبة ومنصفة لكل الفئات. وهذا بالضرورة يتطلب منا الصبر والتقشّف والتمسك بقيم القناعة والمؤاخاة، والوفاء بإلتزاماتنا تجاه إستمرار العمل والإنتاج (ويتضمن ذلك وفاء المعلمين برسالتهم السامية والنبيلة تجاه طلابهم وأهاليهم كما عهدناهم سابقاً) بعيداً عن الإضرابات والإعتصامات المفتوحة والتي من شأنها زرع بذور الفتنة والشقاق بين أبناء الشعب الواحد، والإضرار بإقتصادنا الوطني، وتأخير عملية التخطيط السليم من أجل تنمية إجتماعية شاملة.

وفي الختام، فإنني أسأل الله عز وجل أن يحمي هذا البلد آمناً مستقراً، ويوفق أبنائه المخلصين لحمايته في هذه الأوقات الإستثنائية. وندعو الله أيضاً أن يوفق دولة القاضي عون الخصاونة، ويُعينه على مهمته الصعبة والنبيلة، وأن يسدد خطاه على طريق الخير والصلاح.

 

حمى الله الأردن وطنا وشعبا وقائدا

والله من وراء القصد